بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال صلى الله عليه وسلم:" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب "
مضغة يعني قطعة لحم صغيرة بقدر ما يمضغه الإنسان لكن شأنها عظيم هي التي
تدير الجسد إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ليست العين
ولا الأنف ولا اللسان ولا اليد ولا الرجل ولا الكبد ولا غيرها من الأعضاء
إنما هي القلب ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول:" اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك " فالإنسان
مدار صلاحه وفساده على القلب، ولهذا عليك أيها المسلم أن تعتني بصلاح قلبك
فصلاح الظواهر وأعمال الجوارح طيب، ولكن الشأن كل الشأن في صلاح القلب يقول الله عن المنافقين: { وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم }، { وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم } من الهيئة الحسنة وحسن عمل الجوارح وإذا قالوا قالوا قولا تسمع له من حسنه وزخرفته لكن قلوبهم خربة والعياذ بالله { كأنهم خشب مسندة } ليس فيها خير .
فاعتن يا عبد الله بصلاح قلبك وانظر قلبك هل فيه شيء من الشر ؟
هل فيه شيء من كراهة ما أنزل هل فيه شيء من الميل إلى الكفار ؟
هل فيه شيء من موالاة الكفار ؟
هل فيه شيء من الحسد، هل فيه شيء من الغل ؟
هل فيه شيء من الحقد ؟
أو غير ذلك من الأمراض العظيمة الكثيرة فإذا كان فيه من ذلك فطهر قلبك من هذا وأصلحه فإن المدار عليه .
{ أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور }
هذا في يوم القيامة العمل يكون على الباطن، في الدنيا العمل على الظاهر ما
لنا إلا ظواهر الناس، لكن في الآخرة العمل على الباطن أصلح الله قلوبنا
وقلوبكم .
رياض الصالحين
شرح الشيخ العثيمين رحمه الله